قام مركز احياء التراث العلمي العربي / جامعة بغداد وبأشراف مباشر من السيد رئيس المركز الاستاذ الدكتور مجيد مخلف طراد سمنار بعنوان (واقع اللغة العربية ومستقبلها) يوم الثلاثاء الموافق 26/6/2018 وعلى قاعة الاستاذة نبيله عبد المنعم داود في المركز ، قدمه المدرس المساعد بيداء عبد الحسن ردام التدريسية في مركزنا – قسم المخطوطات متحدثة عن إنَّ أكثر المتكلمين في العصر الحاضر فقد الحس القومي باللغة العربية، أو الملكة اللغوية الدقيقة، التي تصون الكلام من الحشو والفضول وتجنبهم وضع اللفظ في غير موضعه، وترتفع به من الهذر والتطويل، أي أن فقدان الحس اللغوي جرّ على العربية المعاصرة ظاهرتين خطرتين إحداهما: انعدام الإيجاز،والأخرى انعدام الدقة، وهذا يمنعنا التعبير عن المعنى بغير اللفظ الدال عليه والمناسب له، أو المخصص له، والمصداق لذلك، هو الموازنة بين كلام أهل هذا العصر، وكلام الفصحاء من السلف
واكدتت ردام (باننا اليوم بامس الحاجة إلى وعي لغوي يمثل ذلك الذي نهض في وجه الاستعمار اللغوي، الذي فشل في بداية القرن العشرين ولاسيما نحن اليوم نعاني من استعمار لغوي حديث يتمثل بتحديات العصر والمشكلات الحديثة التي أهمها العولمة اللغوية، وسطوة اللغة الأجنبية على تقانات العصر، فضلاً عن الاستلاب الثقافي، وتجزئة الأمة التي جاءت نتيجة للضعف السياسي والاقتصادي واللغوي أيضاً، والإخفاق في المصطلحات العلمية يعود السبب فيها إلى تعدد المسميات والترجمات والاستعمالات من بلد عربي إلى آخر)؛ لذا ينبغي للأمة أن تعي ضرورة التعاون في المجالات المختلفة، ومنها اللغة في اتحاد المجامع اللغوية والعلمية تحت إمرة الجامعة العربية، لتكون القرارات واحدة ومتفقا عليها، لذا ينبغي للنهضة القومية العربية أن تتمثل بإحياء تراثها العربي، إذ أراد العرب مواجهة الثقافة الأجنبية الوافدة بثقافة عربية أصيلة من هنا اتجهوا إلى إحياء التراث العربي القديم في إرضاء الوعي النامي المتلهف إلى ثقافة عربية جيدة؛ لتقف أمام الثقافة الأجنبية الوافدة، فمن الضرورة الوعي بمفهوم الوعي اللغوي، فضلاً عن فهم الأصالة والحداثة، لذا ينبغي لنا نحن أهل العربية ولاسيما مجامعنا اللغوية، أن نضع القرار القاضي بإلزام العربية الفصحى، واللغة بما تبدع وتصنع لا بما تستورد، ويشهد اليوم أكثر من بلد عربي نهضة علمية نشطة من البحث والتنظير والتأليف في شتى العلوم والمعارف الإنسانية التي تحاول أن تضع لنا علماً ذا رسالة وهدفاً يرتقي بأهله إلى رضا الله وعطفه.وفي الختام شكر مدير المركز المحاضرة متمنياً لها الموفقية والنجاح.
